صحيفة خبر عاجل -د.روان النمري
– قلقت جداًعندما دعتني الحاجة الى كتابة مقال عن القراءة، وفي جوفي خوف بأن بعض القارئين قد لا يكملون الأسطر الأولى من مقالتي هذه ..
تعددت أنواع القراءات في العالم هناك قراءة العينان، قراءة الكف، قراءة الطقس، قراءة الأرقام وفي في لغة نزار قباني يقول بأن الحب علمه كيف يقرأ قعر الفنجان و كيفية تفسير الأحلام ! وهذا أمرٌ جيد إن كان الحب يفعل هذا وأكثر !
لكن القراءة المسلوب حقها هي قراءة الورق ليس قراءة كتاب من على لوح إلكتروني صامت لايبادلني الشعور بالكلمات ولا رائحة الحبر الجديد أو لون الورق المُصّفرُ القديم !
في الحقيقة بدأ التاريخ البشري عندما صارت للغات أبجديات ونقل مافي صدور الرجال فتكونت الكتب، فانتقلت المعرفة من حيز المكان إلى حيز الزمان
لماذا أدعوك للقراءة وأصر أن تكون كل هداياي هي كتاب ؟
لأن العالم سريع جداً وهذا الكون في اتساع وهذا العلم أيضاً لا يتوقف فكلما زادت المعرفة اتسعت منطقة المجهول ،
وعندما يأتي الوقت الذي تشعر فيه بأنك اكتفيت بما لديك من المعلومات في تخصصك سترميك الأمواج على الشاطيء حتى تجد نفسك خارج ..لأن كافة العلوم تعاد تكوينها وتجديدها بشكل مستمر وكذلك تجديد معلوماتك و تطوير قراءتك !.
و خرجت وسائل الإعلام الحديثة بلُب المعلومات المُنتقاة و المدروسة بعناية حتى استسلم المشاهد وتقاعس من البحث أو حتى التفكير، يقول عبدالكريم بكار في كتابة القراءة المثمرة بأن “الإعلام الحديث تسبب بأضرار بالغة للشعور بالحاجة للتفكير “وحقيقة بأننا أصبحنا نراقب فقط مايأتي ويعرض علينا ونشاهد ونقرأ أول السطور ونترك التعمق بها؛ لهذا أصبح التعمق في الأمور “تعقيد” وفضلنا بأن نكون ” سطحيين ” .
ولأنني شاهدت دخول الأفكار الغريبة والمناهج العجيبة على مجتمعاتنا وهذه تسربت من بطون الكتب من غير علم يرشدهم أو دين يزجرهم فطبعت هذه الكتب حياتهم بفكر خاص؛ لهذا عليك أن تختار جيداً نوع الكتاب فهو يدل على عقلك وطعامك كما ذكر العقاد في كتابه “أنا “:”الكتب طعام الفكر ” ، و عليه يترتب استقامتك أو فسادك فحتى في عالم الكتب هناك الصالح والطالح بل وهذه هي الحرب الخطيرة حرب الفكر ! وماجلبته على الأمة الإسلامية من مشكلات كان أسوأها فهم الإسلام فالتخلف الذي نعاني منه قد حال بيننا وبين المنهج الرباني، وخير شاهد ماتنفذه الأقلام عبر وسائل الإعلام المختلفة من فكر فاسد ورؤى منحرفه، قال الإمام ابن حزم “لاتضر بنفسك في أن تجرب بها الآراء الفاسدة ، لتُري المشير بها فسادها ” .
انشغل الكثير إلى تلبية الحاجات الأساسية كالطعام والشراب والهواء لكن هناك حاجات ثانوية يتوقف عليها تحسين نوعية حياتك فمصير حياتك يُبنى من قراءتك وتوطينك إياها في حياتك الشخصية .
السبب الجوهري الذي يجعلك لا تقرأ هو أنت و ليست العوامل الخارجية .. والعلاج يبدأ منك وينتهي إليك.
ولأن عادة القراءة تبدأ في المنزل فالبدايات الصغيرة تنتج نهايات كبيرة بإذن الله ..
عوّد طفلك على تكوين حسّ الملاحظة عند طفلك والإنتباه وتنمية الكلمات كوصف المشاهد وعقد مقارنات و تمييز المفارقات و كذلك غرس روح النظام و الترتيب و جدولة المهام والأنشطة في حياة الطفل .
وجود مكتبة في المنزل أصبح من ضروب الأثاث ، شراء سلسة من الكتب المصورة ، سرد الحكايات بطابع خيالي مبدع يعطيه درساً في اللغة والتواصل والقيّم .
“سُئل فولتتير عمن سيقود الجنس البشري: فأجاب :الذين يعرفون كيف يقرؤون” لكن ليس كل القراء قادة لكن بالتأكيد كل القادة هم قراء!
وهذه بعض الطرق التي ستساعدك على تكوين عادة القراءة :
•تستطيع أن تضع هدفاً من قراءتك ..إختر حقلاً تفضله في أي مجال .. بواسطة قراءة كتاب واحد من هذا الحقل أسبوعياً سوف تصبح “خبير عالمي” في سنوات قليلة !
إذا كان هذا كثيرٌ عليك يمكنك وضع هدفك الخاص ككِتابين كل شهر( أي كتاب واحد كل ١٤ يوم) أو عشرون كتاباً سنوياً ( أي كتاب واحد كل ٢٠ يوم ) .
بواسطة حصولك على هدفك تستطيع أن تصنع قائمتك ويمكنك تخطي الكثير من الكتب التي تريد تجاوزها وقراءتها.
•إعرف من أين ستبدأ .. اذا كنت لست بقارىء، فلا تقلق هناك عدداً من قوائم الكتب المتاحة لكل المجالات يمكنك أن تستعين بتوصيات أصدقائك الذين لديهم نفس الشغف في مجالك .
موقع goodreads يتيح لك فرصة معرفة تقييم الكتب من قبل قارئيها و بعدها يمكنك الذهات لشراءة أو الحصول على نسخة إلكترونية متوفرة .
•ليس عليك أن تصرف الكثير من المال، هناك موقع يوفر لك الكتب الجديدة بسعر رخيص مثل :
متجر الكتب الإلكتروني جملون ،
متجر الكتب العربي arabic book shop
ومتجر بوك تشينو الإلكتروني
وللكتب باللغة الإنجليزية:
book depository
و هناك موقع paperback swap
استعر كتاباً من صديق أو من مكتبة، وشارك كتبك بعد الإنتهاء منها الى العائلة او الأصدقاء، إلى أن تجد نوعك المفضل من الكتب أو كاتبك المفضل ! .
•إقرأ كل يوم، ابدأ بالكتب التي تحتوي على صفحات قليلة، ثم ابدأ ببمتوسط طولي معين للصفحات ليست هناك حاجة للقفز الى الصفحة ١٠٠بسرعة فائقة فقط للإنتهاء من الكتاب !
•إذا كانت لديك الكثير من المهام اليومية، خصص ساعة يومياً في وقتك المفضل و في هذه الساعة لا تسمح لأحد بالدخول فيها أو تضييعها ولتكن في بداية الأمر عشر دقائق فقط ، سيزداد معدل قرائتك من أسبوع إلى أخر، لكن لاتضعه أخر اهتمامك و تهمله .
•خذ معك دائماً كتاب جيب حتى تستطيع أن تخرجه وتقرأه أثناء إنتظارك أو ضع كتاباً بجانب سريرك حتى يجعلك تشعر بالإسترخاء قبل النوم لا ليشعرك بالنوم !! .
•لا تختر شيئاً يبدو كمهمة روتينية كالكتب الكبيرة؛ لأن هذا سيجعلك تشعر بالملل وبعدم القراءة .
•جرب أن تحتوي مكتبتك على أنواع مختلفة من الكتب بعيدة كلياً عن مجال إهتمامك فكيف ستعرف بأنه لا يعجبك إذا لم تجربه ؟ لماذا لاتسأل عن قسم مختلف تماماً داخل المكتبة إختر كتاباً عشوائياً ثم اقرأ أول صفحة أو تصفح الفهرس .. أنت لاتعرف مطلقاً بأنه ربما ستكتشف شغف جديد لديك !
• إذا كانت قراءة كتاب أكثر مما تحتمله طاقتك، ابدأ بقراءة المجلات والصحف الورقية أو الكتب المصورة أو المقالات .
•جرب الكتب المسموعة صحيح بأنها ليست قراءة لكن إذا كانت لديك مشاكل في النظر أو في حفظ الوقت يمكنك سماع قصة أو ملخص لكتاب وأنت تسوق أو عندما تؤدي رياضتك إليك بعض البرامج المتوفرة على أجهزة الهاتف المحمول :
باللغة العربية :
شبكة الألوكة ، مسموع للكتب الصوتية ، books-city ،kitabsound ،audiobooksr
وموقع يختص بالمقالات المسموعة : إقرأ لي
برامج لسماع الكتب باللغة الإنجليزية :
Audiobooks , loyal books ،
ومواقع على الشبكة :
Librivox
Books should be free
Bodibooks
Learn out loud
هذه ليست دعاية للمواقع هذه دعوه مني لتسهيل القراءة عليك، لاتفكر بالقراءة بأنها عمل روتيني وهو أيضاً ليس واجباً مدرسياً وليس عملاً كلياً هو توسع لمداركك واندفاعاً بمخيلتك ويمكن للقراءة أن تغير حياتك ! لاتفوت فرصة رؤيتك للحياة بشكل أجمل وإبدأ بعادة القراءة .